بيني وبينك طفلةًُ غجريةُ
موسومةُُ ُ بالطمي واللبلاب
والخصل الجريئة والندي
بيني وبينك في اخضرار الصوت
في زهو انبعاثات الأناشيد الصدى
بيني وبينك ما سيأتي من جيوب الغيب
بيني وبينك يا حبيبي ما مضى
والأمنياتُ الزاهياتُ الآسراتُ الحالمات
منغومة اللحن المسافر
صوب أعماق الحنين
موتورة الأقمارِ مثل مسائى المذهولِ
من رهق النجيمات الجليد
كلقاء منديل الغمام
علي جبين سحابتي الحبلى
بأطفال القصيد
كنقاء كنه الضؤ يرقص في جبين الشمس
مملكة التوهج والتناسل والتناثر
في مدارات البعيد
من زرع البؤس في فجر وعد
من شرخ اللحن في صوت السعد
من لم يرعوي لسوسنات بكين
احتراقا في شرايين البلد
من نثر الشوك في عصب اغنيتي
ولف في جيدي حبالا من مسد
ما كانت هي بنت اللذين
بنت اللذين أحبهم
تبت يداها وما بنت
تبت يدا البنت التي عزفت
علي وتر الندى المشدود
من رهق قصايدَها
نثرت علي صدر الهوى المهدود
من شبق ضفايرَها
وتب صمت لها داوي
يهدهد بالشغب
تباً لنبرة صوتها المحمول
من إعصار عاطفة وطوفان
تبت يدا العينين في حسن
كعصفورين يرتقيان
في مغني وفي معني من الذوبان
في صمت تداركه ألدنا
صوتا من الهذيان
تبت يدا الشفتين
في موكب للزهو يرتقيان
صوب مدارج السدر
المحلى بالنهي
وما نطقت-فديتهما-الكذب
تبت يدا البنت التي
نثرت علي رمل الطريق قصائدي
ومضت علي درب الرحيل
ظلت تؤجج نار أشجاني
وما تنفك ترحل
في كرياتي وفي عصبي
وفي صمت الكلام
وتعود تفتح في أوجاع التذكر والحنين
وصدى انشداه اللحظة الأولي كعصفورين
حين تغرد اللغة العيون
وفي شعري رايتك تختالين
تقفين بين حاجز الحضور والغياب
تهشين في رئتي
عطرك الفراش
تفكين آزار الماء عن جسدي
وترتحلين
ايا امرأة تغادرُ كي تزاورَ
كي تغادر كي تزاور
كي تغادر كل حين
كنت استبقيت منك شيئا
من بذور الخلق
في زهو السنابل
حين فاجأها المطر
في صوته النسيم
في بحة في حلقه الكنار
في صوته الرخيم
في رغبة في رقصة الفناء
في الحلم أن يقيم
في نشوة في ضحكة الوليد
في صمته السديم
تبت يدا البنتِ التي جاءت
في هدوءِِِ كيما تكنس ظلي
ثم ما ينفك مر تجا
علي صفحة ماء
وما يلبث يظهر
ثم ما تنفك ترحل
يا أنت يا التي قد جئت
فوق ما تعبت الخيول
فوق ما ضجت الطبول
في حلقة الذكر أراك
إذا ما تباعد الوصول
وفاح عطره الغبار
صوت طار
واضطرمت النوبات بالهدير
وحلق الدرويش خف طار
وكان في الحنان ملهما
تسقينهُ من كأس حضرة الهيام
منتشيا إمعانه الظما
تلفه غلالةُ الأسرار
في حضرة الذي قد جاء مرغما
وباح في مدارج الأنوار
عله يلاقي للسماء سلما
فيرتقي إلي معارج الأسرار
صادياً وظامئا وقد هما
في حضرة السدرة
حيث يمنع الوصول
بيد انه برغم كل ما رأي
يعود للسماء
يعود مرغما
صادياً وظامئاً وقد هما
وإحتربت في مقلتيه نظرة الذهول
معز أحمد دفع الله
أستأذنك أن أسري إلي معراجكِ فأنا مازلت علي وضؤ
(قال أرني إليك أرنو قال لن تراني )
ماله في القلب حزنك الوشيك
تحسس ارتعاشهِ الجبل
ماله دكيك
ما باله بالنظر هكذا تتفتت ظنونه فما أحتمل
كنت في وادي الهلاك آنذاك
مثله بن نوح
كنت قد نذرت للغرق
مثله تخذلني الجبال
تأخذني في رقصة الفناء
أستطعم إرتشافت العطش
مرتوياً يقينه الظمأ
هدأت في مدارك الوصول
مالها الدروب هكذا تطول
ما باله الذهول
مزق الحنين جبتي
والشوق شاهق ترملت خواطري
يا سيدي ما بالها عصاك ؟
يختج في سكونها السكون
كيف يا مسكين
تركتها تخيفك
التي قد كنت سيداً لها
الفتها وكأت فوقها حملتها
ثمة شاه تشيطنت زجرتها بها
عصاك سيدي ما بالها حملتها
في القلب كل هذه السنين
لكنني أظنها لم تحتمل
ذاك الذي قد كان في الجبل
في حزنه الدكيك
أوردها موارد الخشوع فتسكين
باخع نفسك خوفاً
تركتها تطاولت عليك أوجه السنين
يا صغيري خوفها الذي ألقاك في اليم
ما خشيت من بلل ولم تخاف
تلهو في براءة في جوفه الخطر
جمرة أكلتها كتمرة الصبر
كحجر القته فاتنة البئر
لترشد الغريب للطريق
كان فارساً في البئر يا أبي
صد دوننا الرعاع يا أبي
كان قرص الشمس يطل من عينيه
ومن جبينه تقطر الندى
كان جالساً في هيئة المدى
كان رائعاً كالموت يا أبي
وطأطأت عينها في حياء
تضرجت بحمرة الخجل
الدرب طويل
وغبار الأرضِ يفوح بالذكرى والأطياف
من كتفك مخلاة تتدلى
امتلأت بالتعب والتسفار
يا سيدي جئت في الميقات آنذاك
راجلاً في هيئة الرعاة
رثة ثيابك التي قد جئته بها
يا سيدي أما علمت عن باريس سيدي
تباع في أسواقها العطور والخمور والنساء سيدي
اشتري لنا عمامة الحرير سيدي
في الهاتف المحمول
ضج صوت غانيه
تفنجت يداعب الأذن صوتها
لكنه قد لا ينقذ القلب من البلل
يا سيدي مالي إن نظرت في المكان لا أراك