( عندما يذهب الشهداء إلى النوم ، أحرسهم من هواة الرثاء
وأقول لهم تصبحون على وطن)
محمود درويش
مصراع الروح
موارب فادخل
يا ولدا يذرو في أجفاني
ملح الشوق ويرحل
تحت غبار المطر المحتشد الألوان
يطرد عن ذاكرتي
أغصان الشجر المعوج
يسرق مني عقد الخوف
وينثره مثل الأنجم
نقشا فوق تصاوير الماء-
الجسد-الظل
يا ولدا يرحل في بحة صوتي
ينده نحو المجهول
يرحل في صهوة برق مجنون الايقاع
برق أحجيه
يتركني كالنقش
علي جدران المدن المنسيه
يكتب في فرحي تعويذة
حزن-مرثيه
ياخذني من اشجاني
اخذة شوق صوفيه
يسكن بين ضلوعي
كسهام قبائل همجيه
يرحل كالنبع الجبلي
كجدائل حلم ورديه
يراقص فى عصبي المومياوات
كنداء
رحت بعيدا جدا- جدا
كخيال الولد الملتاع الأحلام
ولد الزمن المحبور
الولد الطيف
بعيدا جدا- جدا
كقلب صبيه
حين تخاف عليه فتي
يسرج ريح الليل
ويدنى
من بحر مختلج الرغبات
بوادر خوف
ولد يخرج من صمت الآذان
ومن عزف الاهات-الماكرة-الأحزان
ومن وترى المشروخ-الذاكرة-الالحان
ولد يستل صليل البرق أمان
صوب تراب الأرض المسكينة
ويبارك أعراس الطوفان
ولد يسقي كل الأزهار
رحيق الوعد
يدخل في دهليز الذاكرة
شموسا لم تشرق بعد
يهدئ فينا خوف الرعد
يؤانس فينا الإنسان
ويخرج من صوت الكلمات
اللاتي لم تخرج بعد
ولد تولد في عينيه
ملايين الأنجم والرغبات
منسوج من ذاكرة الخوف
علي شطئان الجزر المهجوره
مهموس من هسهسة الشجر النائم
في دفء الأنغام الحالمة المسحوره
مصراع الروح موارب فادخل
يا ولدا تشرع في حضرته الأبواب