إلى عطيه على متن الخطوط القطريه الآن ، بعيداً عن منفاه وقريباً من أوطانه المزعومة التي يحلم بها :
عادةً – كما يحصل في بلدانٍ أخرى – تقف البلادُ في صالات المغادرة لوداعِ أبنائها ودموعها على خدودها .. وهنا يا صديقي ترمي بك بلادِك إلى منافي الآخرين وتقف خلفك وهي تزغرد من الفرحة لخروجك منها ...
ربما من حسنِ حظِك – أو سؤِهِ – أن خُلقنا سوياً في وطنٍ واحد ، أو فلنقل ، في جرحٍ واحد .. نلعقه سوياً متى دعت الجراح ، تضمده أنت بيدكَ الحانية وأنا أغني له طرباً لشفائهِ ، وحينما يمتلك عافيته يبصق في وجهنا ويطعننا من الخلف .
ولكني أصر على حمله داخلي .. وتصر أنت على حمله علي كتفك
لهذا بدأ بالسقوط تدريجياً منك
ولهذا بدأ ينمو داخلي ويكبر ..
حينما يسألونك هناك ، قل لهم لم يعد كتفي يحتمل وطن وخطايا ... وحينما لا يسألوني هنا ، سأقول لهم إنه إبناً شرعياً لقصائدي.
صديقي في الفراغ :
في طريق صعودك إلى سماء الوطن ، أرمي لنا روحك كي نحتفظ لك بها حتى تعود ، قد نهملها بعض الشيئ ، وقد تُسرق مننا ذاتَ فجيعةٍ ما ، أو قد يتم إعتقالها في أقرب بوحٍ لها بالحقيقة.
ولا تنسى وأنت تقف أمام ضريح (قرنق) أن تُبلغه عني التحايا والأشواق وما تبقى من قصيد ، قُل له :
(قتلوكَ يا أبوي ، أم مُتَّ براك)
وقُل له كذلك أن (يبقى عشره على الجنوب)
وربما قابلك (مانديلا) في مكانٍ ما في أدغال أفريقيا .. قُل له : (شكراً على تحرير الفكر الزنجي من تبعية اللون والأسياد)
وهناك حيث تشاهد ضريح (غاندي) ، أشكره أيضاً على تحميله للجنس البشري مهمة أن يكونوا أكثر إنسانيةً منه ..
المُحزن في الأمر أنني قد لا ألتقيك قريباً مرةً أخرى ، ولكن المفرح أنك قد تلتقي بي هناك في ضريحي (قرنق) و (غاندي) وأمام منزل (مانديلا) أحملُ وطناً جريحاً بحثاً عن طبيبٍ (عاد ولم يخرج حتى الآن)
حوار هامشي :
- وفي الشنطه شلتَ معاك شنو ؟!
- حبة كُتُب ... حبة حُزن
دُلقان وتذكار من وطن
ما اظِن ألاقي بعد أعود.
- وبتعدي فيك الغربه كم !!؟؟
- وطنين .... أو عُمرين ،
أو
باقي وجعه
وباقي حسره
وباقي هم.
25/2/2013