طفوله غريبه:
في قرية العريباب – شرق مدني - في سبتاً أخضر – للاسف الشديد - جيت للدنيا دي .. وغايتو بكون سألت الدايه أول حاجه قبل ما أطلع وقلت ليها :
- أسمعيني ، المحل ده فيهو بحر وللا ما فيهو ؟
- فيهو بحر قدر كدي ...
- وفيهو محمود درويش وللا مافيهو ؟
- في .... لكن هسه منفي ...
- وفي مصطفى سيد أحمد وعثمان حسين ، وللا مافي ؟
- كلهم قاعدين ،أطلع ساي ...
وكان قالت لي غير كدى ، ماكنت طلعت بره ...
وفعلاً طلعت والواطه كانت ليل شديد ، ماكنت شايف كويس لكن كنت بحس بي صدر أمي متوهج جداً ، وقريب مني جداً ... وده الوطن الأول المنحني الشعر ...
ماعارف شنو الخلا أبوي حاج (عوض ابو القاسم ) وأمي (نفيسه إبراهيم ) يسموني (معز) ...
مالعبت بالطين كتير ، زي ما بعملو الشُفع الصغار ... لأنو كنت شايف نفسي كبير على المرحله دي .. بس لسه أنا ندمان على الحاجه دي ... ومازلت بستغل نزول المطر عشان أمشي فيهو حفيان والعب بي الطين ..
إتعلمتَ أرسم قبل ما أتعلم أييِّ حاجه ... وكنت برسم حاجات ما واضحه ، يعني ما برسم (شجرة وبيت وعربية وكابتن ماجد وماوكلي) زي مابعملو الشفع ، كنت برسم حاجات قالو لي عنها رسم تشكيلي وأنا شافع ساي ماعارف تشكيل يعني شنو ، المهم رسمتَ لامن الله غفر لي ومليت حيطة غرفتنا لوحات ...
بعد كدى كان عندي (بيانو) صغير بقيت أعزف بيهو حاجات صغيره صغيره ...
أصحابي الصغار وأخوي محمد بقو بغيرو من علبة الالوان والبيانو ،،، فكسروها مني عشان أطلع ألعب معاهم ... وأنا مُصِر إنو أنا محتاج أكون براي عشان أقدر أعمل حاجات سمحه .. مع إنو ماكنت طفل متوحش ، بس بحب أفكر براي وأقعد أدندن براي بي غنا حق ناس ومرات تخاريف صغيره صغيره بقولا براي ..
أها التخايرف الصغيره دي بعد كدى بقت هضربه وكلام عديل ، الكلام ده لحدي سنة رابعه أساس .
في المدرسه اللأستاذ بتاع المحفوظات بيدينا النشيد ويقول لينا لحنوهو براكم ، وأنا كنت بجيب أكتر من لحن واحد للنشيد الواحد ...
بعد كدى حاولت أجرِّب أقول كلام براي .. بس تحت تحت ... لسه مافي زول عرف حاجه ....
لكن كنتَ مغرم بي مصطفى سند وومصطفى سيد أحمد شديد ، مع إنو ماكنت فاهم حاجه بس كنت حاسس إنو ده كلام سمح وخلاص ......
وده الخلاني بقيت نهم شديد للقرايه ، مافي مجلة بتاعة شفع وللا كتاب قصص ماقريتو في الزمن داك .... ومافي إنشاء انا جبتَ فيها إقل من تسعه من عشرة ....
في أول دورة مدرسية شاركت فيها في رابعة جيت الأول على مستوي مدارس المحلية حقتنا الكان فيها أكتر من عشرين مدرسه .
وبقيت مذيع المدرسه البنادوهو كلما يكون في برنامج كبير
بعد داك الواحد بقى مُبتلى بي الشعر الدارجي – كمستمع بس – وبقيت بتنفس بي شعر حميد والقدال ...ومتابع جيد جداً للمسلسلات السودانية – وما زلت – ويمكن ده الخلاني أشارك وأنا في سنه تامن في مسابقة المسلسل السوداني ، يعني كتابة قصة كامله من 20 حلقة
بي مسلسل إسمو الحرمان ، كان مسلسل على قدري لكن حسب ماقالو الناس القروهو ببشر بي كاتب قصة ممتاز .
لكن أنا خيَّبت ظنهم ومشيت للشعر ، بس كنت بدس أي قصيده أكتبها من الناس ، لكن كل القصص الكتبتها والرسومات العملتها بقت مشاعة للناس ... إمكن أنا كنت داير أتمكن من الشعر أكتر وبعد كده أنطلق ....
ومره كنت في سنة أولى ثانوي .... وكتبت قصيدة في ضهر كراس اللغة العربية إسمها ( رسالة إلى السيد الرئيس ) ...
آآآي السيد الرئيس ذاتو ....... وكاتبا بي لسان (شماسي) .. المهم جمعنا الكراس للأستاذه بتاعة العربي عشان نصحح ... الأستاذه كانت متفهمه للشعر .. قرات القصيدة ونادتني في المكتب وقالت لي :
القصيده دي حقت منو ؟
انا خفت شديد من كلامه ده ، ماخفتا من إنو الكلام ده سياسي وبجيب لي مشاكل ، لكن خفت الناس تعرف معز الشاعر قبل ماينضج كويس ..
-لقيتا في جريده .
جاوبتها كدى وانا برجف
- الجرايد مابتقول كلام زي ده
وفعلاً الجرايد ماكانت بتقول كلام زي ده – وما زالت –
- ما جريده ... مجله كبيرة لقيتا في البيت ..
حاولت أجيب عذر لي جبن الصحافه السودانية ...
-أنا قالو لي إنك بتكتب شعر ، وهده توقيعك تحت .... وريني الكتبا منو ؟؟
شكلي إتورطَّتَ ... ومافي داعي للكضبه البيضا بعد كدى ...
قمتَ قلت ليها :
-بس ماتكلمي زول ...
طبعاً إندهشت بي طريقه واضحه شديد لمَّن عرفت إنو الشافع الصغير العربي ده كتب الكلام الكبير الفصيح ده كلو ...
وبعد كده (عينكم ماتشوف إلا النور) ... المدرسه كلها عرفت بي القصيده – وانا حالتي قلت ليها ماتكلمي زول – وبعد كده ناس البيت وناس الحلة ..... والحمدُ لله الحكومه ما عرفت القصيدة دي ....
(للحديث بقية)
_________________
في قرية العريباب – شرق مدني - في سبتاً أخضر – للاسف الشديد - جيت للدنيا دي .. وغايتو بكون سألت الدايه أول حاجه قبل ما أطلع وقلت ليها :
- أسمعيني ، المحل ده فيهو بحر وللا ما فيهو ؟
- فيهو بحر قدر كدي ...
- وفيهو محمود درويش وللا مافيهو ؟
- في .... لكن هسه منفي ...
- وفي مصطفى سيد أحمد وعثمان حسين ، وللا مافي ؟
- كلهم قاعدين ،أطلع ساي ...
وكان قالت لي غير كدى ، ماكنت طلعت بره ...
وفعلاً طلعت والواطه كانت ليل شديد ، ماكنت شايف كويس لكن كنت بحس بي صدر أمي متوهج جداً ، وقريب مني جداً ... وده الوطن الأول المنحني الشعر ...
ماعارف شنو الخلا أبوي حاج (عوض ابو القاسم ) وأمي (نفيسه إبراهيم ) يسموني (معز) ...
مالعبت بالطين كتير ، زي ما بعملو الشُفع الصغار ... لأنو كنت شايف نفسي كبير على المرحله دي .. بس لسه أنا ندمان على الحاجه دي ... ومازلت بستغل نزول المطر عشان أمشي فيهو حفيان والعب بي الطين ..
إتعلمتَ أرسم قبل ما أتعلم أييِّ حاجه ... وكنت برسم حاجات ما واضحه ، يعني ما برسم (شجرة وبيت وعربية وكابتن ماجد وماوكلي) زي مابعملو الشفع ، كنت برسم حاجات قالو لي عنها رسم تشكيلي وأنا شافع ساي ماعارف تشكيل يعني شنو ، المهم رسمتَ لامن الله غفر لي ومليت حيطة غرفتنا لوحات ...
بعد كدى كان عندي (بيانو) صغير بقيت أعزف بيهو حاجات صغيره صغيره ...
أصحابي الصغار وأخوي محمد بقو بغيرو من علبة الالوان والبيانو ،،، فكسروها مني عشان أطلع ألعب معاهم ... وأنا مُصِر إنو أنا محتاج أكون براي عشان أقدر أعمل حاجات سمحه .. مع إنو ماكنت طفل متوحش ، بس بحب أفكر براي وأقعد أدندن براي بي غنا حق ناس ومرات تخاريف صغيره صغيره بقولا براي ..
أها التخايرف الصغيره دي بعد كدى بقت هضربه وكلام عديل ، الكلام ده لحدي سنة رابعه أساس .
في المدرسه اللأستاذ بتاع المحفوظات بيدينا النشيد ويقول لينا لحنوهو براكم ، وأنا كنت بجيب أكتر من لحن واحد للنشيد الواحد ...
بعد كدى حاولت أجرِّب أقول كلام براي .. بس تحت تحت ... لسه مافي زول عرف حاجه ....
لكن كنتَ مغرم بي مصطفى سند وومصطفى سيد أحمد شديد ، مع إنو ماكنت فاهم حاجه بس كنت حاسس إنو ده كلام سمح وخلاص ......
وده الخلاني بقيت نهم شديد للقرايه ، مافي مجلة بتاعة شفع وللا كتاب قصص ماقريتو في الزمن داك .... ومافي إنشاء انا جبتَ فيها إقل من تسعه من عشرة ....
في أول دورة مدرسية شاركت فيها في رابعة جيت الأول على مستوي مدارس المحلية حقتنا الكان فيها أكتر من عشرين مدرسه .
وبقيت مذيع المدرسه البنادوهو كلما يكون في برنامج كبير
بعد داك الواحد بقى مُبتلى بي الشعر الدارجي – كمستمع بس – وبقيت بتنفس بي شعر حميد والقدال ...ومتابع جيد جداً للمسلسلات السودانية – وما زلت – ويمكن ده الخلاني أشارك وأنا في سنه تامن في مسابقة المسلسل السوداني ، يعني كتابة قصة كامله من 20 حلقة
بي مسلسل إسمو الحرمان ، كان مسلسل على قدري لكن حسب ماقالو الناس القروهو ببشر بي كاتب قصة ممتاز .
لكن أنا خيَّبت ظنهم ومشيت للشعر ، بس كنت بدس أي قصيده أكتبها من الناس ، لكن كل القصص الكتبتها والرسومات العملتها بقت مشاعة للناس ... إمكن أنا كنت داير أتمكن من الشعر أكتر وبعد كده أنطلق ....
ومره كنت في سنة أولى ثانوي .... وكتبت قصيدة في ضهر كراس اللغة العربية إسمها ( رسالة إلى السيد الرئيس ) ...
آآآي السيد الرئيس ذاتو ....... وكاتبا بي لسان (شماسي) .. المهم جمعنا الكراس للأستاذه بتاعة العربي عشان نصحح ... الأستاذه كانت متفهمه للشعر .. قرات القصيدة ونادتني في المكتب وقالت لي :
القصيده دي حقت منو ؟
انا خفت شديد من كلامه ده ، ماخفتا من إنو الكلام ده سياسي وبجيب لي مشاكل ، لكن خفت الناس تعرف معز الشاعر قبل ماينضج كويس ..
-لقيتا في جريده .
جاوبتها كدى وانا برجف
- الجرايد مابتقول كلام زي ده
وفعلاً الجرايد ماكانت بتقول كلام زي ده – وما زالت –
- ما جريده ... مجله كبيرة لقيتا في البيت ..
حاولت أجيب عذر لي جبن الصحافه السودانية ...
-أنا قالو لي إنك بتكتب شعر ، وهده توقيعك تحت .... وريني الكتبا منو ؟؟
شكلي إتورطَّتَ ... ومافي داعي للكضبه البيضا بعد كدى ...
قمتَ قلت ليها :
-بس ماتكلمي زول ...
طبعاً إندهشت بي طريقه واضحه شديد لمَّن عرفت إنو الشافع الصغير العربي ده كتب الكلام الكبير الفصيح ده كلو ...
وبعد كده (عينكم ماتشوف إلا النور) ... المدرسه كلها عرفت بي القصيده – وانا حالتي قلت ليها ماتكلمي زول – وبعد كده ناس البيت وناس الحلة ..... والحمدُ لله الحكومه ما عرفت القصيدة دي ....
(للحديث بقية)
_________________