يارفيق المنفى
والهم
والوطن
ياغريب الفكره
والروح
والبدن :
أنا مابقول للحله
إنك مابتجي
ولابوري الناس وكتْ جيتك متين ،
لا فتَّ وين
لا كيف ظعنْ ،
لكن وكتْ يسأل وطن بي حالو عنك ؛
ببقى شكل اللهفه كيف !!
شقيش ألاقيهو الجواب
وأنا لسه في ساحة رحيلك منتظر ؟؟
كم غربه تحلمبَك غريب !
كم منفى فاتحلك حُضن!
ساكت توزع إنتمائك
في بلاد
لابتبقى قدرك
لابتحاول تفهمك
خيرلك تلملمك إحتشادك منها
وتديني ادسك
في بيوت
بتهاتي بيك قبال تمِش
شارالك الشوق في خشُم باب الزمن
فاردالك التحنان شمس
متباخته بيك كل الحقول والأمكنه
إتكرفه
وشيل شوارع الحله
في شنطة هدومك
وخُتْ معاك النيل تميمتك وزمزميتك
كُتْ بلاد الغير تدِس منك سماها
ومويتا
عبي رئتيك بي وطن
مابتلقى بالساهل هناك
مع إنو مقدود من تحت
شيلو في كتفك معاك
أنا عارفو مشلول من تحت
وأنا خايفو يزعل من ملامحك
ويمتهن
بعدك نشيد الفرقه والخوف والسهر
ماتزعلو
رضيهو بي كلمه ... وأمش
تجبر خواطر المنفى كيف ،
وإنت البتحرج في الوطن ؟؟
رضيهو بي كلمه ، وامِشْ
قول ليهو إنك مابتتأخر عليو
وإنك بترجع بي مناديل الخلاص
وتقُش دميعات الشجن ...
وإنك مهاجر
ماعشان ضاقت عليك أرضو الوسيعه
وخانتك بعض المدن ،
أو مسافر
شان دواخلك كانت أكبر
من مساحات إتملت
بي صنفِ ما قدَّر رؤاهو
ولا قِدر يمنح مساكينو السكن ،
قول ليهو إنك بس مغادر
شان تسمِّح صورتو
في وسط الشعوب
وتوري كيف إنو المحب
- رغم البعاد -
بي حبو بدفعلو التمن
وإنك أكيد
بتشيلو في صحوك معاك
وتختُّو في جوه العيون …
ماتزعِّلو
قول ليهو إنك
ما مهاجر شان شوارعو إتنكرت
لي خطوتك
وأصبح جليد حبك سخن ،
قول ليو مسافر
شان تصلِّح سمعتو
وتجُر مراكبو علي السفن …
غيـــب ، حدْ تغيب
وتعـال ، قدر ما تشتهي
وأنا غايتو منتظرك تعود
تلقاني واقف
في رصيف الوحشه منبوذ الخطى
ممحــــــــــــوق
مشتتني الحزن
أو قد أكون
تذكار من الزمن المضى
حبة رماد لي ماضي قاوم وأنهزم
حتة تفاصيل إنتهت
أو قول سراب
أو أي حاجه اتبددت
بس برضو منتظرك تعود
ما لسه في دهشة غيابك ،
لون حضور
زيَّن ملامح لوحة الزمن المزيَّف بالملح
لسه في سفرك تمَلِّي وجود
تمَلِّي قلوب
تغربل في حصى الأيام وراجيه تعود
بين إنتمائك للغياب
وتشكُّلَك فوق الحضور ،
إنسان مكفَّن بالوجع
أرواح بتتآكل تقع
أجساد مسوِّسه بالعدم
فرحاً وراك سفر نجع ...
لسه بينك وبيني شي
إحساس سحاب ورُشاش مطر
إنسان يشوفك ، وينتشي
يتوقعك في الباب تكون
لما الرياح ليهو بتشي
جالوص قديم راجي المطر
كان مره يغشاهو العشي
وجع الخريف لامن يموت فيهو المطر
معنُّو لسه سحابو في
وفي الشوق
وفي العشم الكتير
مابين رجوعك ،
ودهشة السفر الصبح بعدك نفي
لمتين نشوفك ونكتفي !!
لمتين نشوفك وننكفي !!
يابسنا ما إتبلَّ بعدك
من مشيت
وقمرنا لسَّع مختفي
لمتين غُرُبْتَك تنتهي !!
وباب بيتنا لسَّع ما انقفل
فاتحنْبُو أشرعة الدِخول
سدِّينا أبواب المِروق
خايفين وراك النيل يفوت
خايفين على الطير الرَّحُول
والرمله
والطين
والسهل
خُفنا القلوب
تحمل أمل يوم رجعتك
ترحل ... تموت
ونكون وراك متل السحاب
يسقي ، ويموت فاقد البلل ..
ما اشتقتَ يا زول للبحر !!!
ما اشتقتَ يا خوي للبحر !!؟
ما اشتقت للحله القَدُر ماتشوف طيور ،
تقعد تحنِّس فوقا لو تلقى الخبر !!
ما اشتقت للبيت الكبير
السدَّ باب فرحاً وراك
أصبح ضجر !!
ونساتكم الماليَه المكان
وصوتك البِدِّي الكمنجات الوتر
ضحكك الوزَّع رحيق الروعه
لي كل الفراشات والزهر ...
ملينا لون الشوق وراك
وأصبح ضجر إحساس نعيش
من دون عينيك
أصبح ضجر صوت النوارس
والبحار اللابسه بعدك قرمصيص
الضفه صبحت كوم رماد
والرمله بتناجيك أنيس
حتى الجُهال في الحله ،
ما عاد يلعبو
لا لخُّو طين ... لا لعبو ميس
راجين تكونلهم البوليس ،
حين يبقو قدامك لصوص
أو تبقى ليهم زي نبي
حين يبقو قدامك قريش
راجين يزفوك بالكضب
حين تبقى قدامُن عريس ...
ويا روعتك
لامن أشوفك كل شي
وأتوقعك في كل شي
في مداخل قوس قزح
واقف توزِّع ضحكك الأصبح مطر
في نوبة الدرويش وكت يغرق ذكر
في ضل رواكيب الغنم
في رعشة الطير اللي مات
حاضن الألم
من فُتَّ ، لا فاه لا نَضَم
لا حتَّ ريش ، لا سوَّى عُش
معنُّو انموذج حنان
لا بقسى .. لا بعرف يِغُش
لكنو حين يتذكرك
والذكرى في جواوْ تَهُشْ ،
لا بِطرا جنياتو الصغار
لا بِطرا إنو حداهو عُش
إنشرَّ في بطن السما
لا بِهدأ ... لا بِعرف يرِك
زي التكنُّو قبل ده لا عرف الوِلف
لا صحى عز الهجعه شوق
وزي التكنُّو قبل ده
لا ودّعنا زول
وللا التقول سفرك ده
كان أول سفر
يارفيق المنفى والهم والوطن ...