أصـــــــــــــــــداف



انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

أصـــــــــــــــــداف

أصـــــــــــــــــداف

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
أصـــــــــــــــــداف

منتدى الشاعر معز عوض أبوالقاسم


    ماذا بعد الإنفصال ؟؟

    معز عوض
    معز عوض
    Admin


    عدد المساهمات : 254
    تاريخ التسجيل : 13/10/2010
    العمر : 40
    الموقع : https://asdaf.ahlamontada.net

    ماذا بعد الإنفصال ؟؟ Empty ماذا بعد الإنفصال ؟؟

    مُساهمة من طرف معز عوض الإثنين 27 يونيو 2011, 03:44

    جوبا (د ب أ)- على ضفتي نهر النيل رست سفن الشحن القادمة من شمال السودان إلى جوبا عاصمة جنوب السودان التي ستصبح دولة مستقلة بشكل رسمي بعد أيام قليلة. تحمل السفن على متنها الغذاء وكافة أنواع البضائع.
    وعلى إحدى ضفاف النيل، جلست إليزابيث ماديت /27 عاما/ وعائلتها لتستظل بالأشجار القائمة على جانب النهر وتتخذ منها ملاذا في آخر محطة لها في رحلتها صوب الجنوب.
    لقد حل اذن موسم الأمطار في جوبا ولم يعد الوقت مناسبا لأناس لا يملكون مأوى يقيهم أمطار السماء.
    لم تكن ماديت تتخيل أن تكون هكذا عودتها إلى الجنوب الذي فرت منه طفلة مع والديها. لقد كان الجنوب دوما رمزا للأمل عند الكثير من أهله المغتربين بالخرطوم.
    ويتوقع أن يعود ما يصل إلى 120 ألف شخص لهذه الدولة الجديدة بنهاية العام الجاري. الكثير منهم يعلقون امالا كبارا علي البلد الذي أجبروا على الفرار منه خلال الحرب الأهلية الدامية.
    أما نونا كليمنتاين /24 عاما/ وهى واحدة ممن اعيد توطينهم من الشمال إلى الجنوب، فقد نقشت رسوما بالحناء على كلتا ذراعيها قبل عدة أسابيع عند مغادرتها الخرطوم.
    لقد تلاشت أنماط الحياة المرفهة تلك في الوقت الحالي.
    وتقول كليمنتاين «أعتقد أن الأمر سيكون مختلفا.. لقد عدنا ويحدونا أمل في الاستقرار وفي حياة أفضل في السودان. لكن بدلا من ذلك ها نحن نجلس هنا وسط الأوحال».
    نعم قدمت الأمم المتحدة الخيام للعائدين، لكن المطلوب أكثر من المعروض. على الطرف الآخر من المدينة حيث يوجد مركز الإيواء الوضع أفضل حيث تتم عملية تسجيل الوافدين الجدد.
    والمكان لا يخلو من الناس إلا بعد نقل اللاجئين إلى أماكن إقامتهم.
    ولا يزال الناس يتوافدون من الشمال، فبحلول التاسع من تموز المقبل سيتم التعامل معهم على أنهم أجانب. لقد التحقوا بكل آمالهم في بداية جديدة في بلدهم القديم. هي آمال يكادون يعرفونها.
    أحد هؤلاء روبرت انينكي الذي ظل مسافرا لعدة أشهر. يقول انينكي «غادرنا يوم الثالث من كانون أول الماضي.. كنا نريد أن نصل إلى الجنوب في الوقت المحدد للتصويت على استفتاء الانفصال».
    وأجري الاستفتاء التاريخي في كانون ثان الماضي. آنذاك كانت قافلة الحافلات التي تقل انينكي وثمانية من أقربائه لا تزال عالقة في الشمال.
    ويقول انينكي «كانت هناك تأخيرات مستمرة...السيارات تتعطل كانت تتقطع بنا السبل عند حواجز الطرق أو لم يكن معنا المال لدفع ثمن بقية الرحلة...لم يتمكن الجميع من الوصول فكبار السن والأطفال ماتوا في الطريق ولم يكن أمامنا خيار سوى أن ندفنهم على جانب الطريق».
    على الرغم من أن المهجرين عادوا إلى جوبا ، الا ان هذا لا يعني أنها نهاية الطريق بالنسبة لهم، فالسلطات في الجنوب تريد أن تسكن كل الأشخاص القادمين من الشمال في قراهم القديمة. لكن خلال الحرب الأهلية التي انتهت عام 2006 فر سكان الولايات المضطربة على الحدود بين الشمال والجنوب، والتي ابتليت حاليا بتجدد القتال، إلى الشمال. ويثور الشك في مدى امكانية عودتهم بأمان فى الوقت الحالي.
    ويقول بوكاي دينج الذي يعمل لصالح منظمة إغاثة /جوعى العالم/ الألمانية العاملة في جوبا إن الكثير من المهجرين العائدين لا يأملون في أن يعيشوا في القرى النائية التي تعاني من ضعف أو انعدام البنية التحتية.
    يقول دينج «هم سكان مدن عاشوا في الخرطوم ومدن حديثة أخرى في الشمال. لن يقبلوا بمكان لا توجد به مدرسة لأطفالهم ولا مياه صالحة للشرب أو رعاية صحية».
    لكن الذين رفضوا الانتقال إلى المكان الذي عرض عليهم تركوا لتصريف أمورهم بأنفسهم. حاليا، العديد من العائلات العائدة إما بلا مأوى أو تعيش في أماكن إيواء مؤقتة. نعم قد يكونون في وطنهم لكن الآن بعد أسابيع قليلة، ذهبت آمالهم في تحقيق مستقبل آمن مستقر ادراج الرياح.

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة 22 نوفمبر 2024, 11:14