أصـــــــــــــــــداف



انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

أصـــــــــــــــــداف

أصـــــــــــــــــداف

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
أصـــــــــــــــــداف

منتدى الشاعر معز عوض أبوالقاسم


    إلى عادل مبروك

    معز عوض
    معز عوض
    Admin


    عدد المساهمات : 254
    تاريخ التسجيل : 13/10/2010
    العمر : 40
    الموقع : https://asdaf.ahlamontada.net

    إلى عادل مبروك Empty إلى عادل مبروك

    مُساهمة من طرف معز عوض الجمعة 26 سبتمبر 2014, 04:40

    إلى عادل مبروك وهو يعودُ طازجاً كقصيدة .

    عزيزي ،
    نأسف لأننا على وشكِ أن نفرحَ بعودتكَ فرحاً لا يليق بحجمِ فرحتنا بفرحتك وسط أهلك في السودان ..
    وعوداً حميداً لحضنِ مودتنا الذي لم تغبْ عنه ولو للحظةٍ واحده .
    كنت معنا تضمر لنا سعادةً توازي سعادتك بهذه اللحظات ، وكنت تتآمر مع حضورك البهي على غيابك المُدعَى وتتغلغل فينا بعيداً كضحِكِ الأطفال ...
    لم تستطعْ أن تسحبَ ملامحك عن كل المدنِ التي نالت شرف أن تحتويك وتتجمل بك ، ولم تستطعْ كذلك أن تبعد عنا قيدَ أنمُله بل كنت على قيدِ حبنا ووفاءنا لبعضنا (الكل) ..
    عبثاً كنت تمارسُ علينا أنفة الغياب ..
    وعبثاً كانت محاولة حقب حضورك في حقائب الغربةِ المزعومة ..

    كنتَ - وما تزالُ - أكثرنا بهاءً ووجوداً . وأكثرنا بلاغةً في التعبيرِ عن حضورك ..
    كا نحنُ غياباً خلفك .. ولم يتسنى لأرواحنا فرصة أن تجزم بذلك السفر الذي ألزمك به الوطن وطردَك عن حدودِ جحيمهِ إلى نعيم الآخرين ..
    لم نكن نملك حيال هذا الوداع يدٌ لمنعك من الإذعانِ لإذلالِ وطنٍ لم يأبه – وهو يقذف بك من المطار – لدموعنا التي حاولنا أن نخفيها عنك خشية أن تنكسر أحلامك التي غادرت بها ..
    كنا نعلمُ أن الوطن لم يلِّوح لك تلويحة الوداع وكان يفتعل الحزن وهو يبصق على أصبعهِ ويبلل به عيونه في محاولةٍ يائسة لتزييف الدموع ، وكنا نعلم أنك لم تكن تتوقع حدوث ذلك .. فقد ذهبت عنا بإيعاذٍ ممن يتربصون بمثلك من الشباب وبتوصيةٍ من الذين يريدون طردنا لكي يستفردو بهذا الوطن الجريح ..

    عزيزي ،
    لقد أسعدنا (تنشيط) سودانيتكَ مرةً أخرى ، وأسعدنا كذلك إرتضائك أن تعيشَ معنا في وطنٍ واحد..
    ولكنّا نعتذر لك نيابةً عن الوطن الذي تأخر عن استقبالك بالمطار وعجز عن أن يأتيكَ (واحداً) كما تركته .
    لم يعد في وسعه ذلك ، فقد بتروا له يقينه وشعبه وصدقه وإنسانيته ورجولته وتركوهُ مخصيَّاً بائس الخريطةِ واللون .
    تعمدوا يا حبيبي أن يمزقوا وحدتنا كما مزقوا أحلامنا ودفعو بكم للمنافي .

    عفواً لهذا الشجن ، ولكنها الحقيقه يا صديق ..
    لن تجدنا كما تركتنا ...
    لا أريد تزييف الواقع وخداعك كما خدعونا بهذا الفراغ الذي أسموهُ وطناً ، وأستأثرو هم وشيعتهم بخيراته المنهوبة ..
    لن تجد (مدني) كما غادرتها ذات صيفٍ ما ، فقد أفرغوها من شبابها وجردوها من ثيابها ووطئوا بها على مرأىً من رجولتنا الكسيحة ..
    ستجد مدينةً شاحبة حزينة مهيضة الجناح سليبة الإرادة ، لم يتركوا لها فرصة أن تبتسم في عيون الزوار وزرعوا حزناً لم نكن نألفه على وجهها الجميل ..
    ولكن - يا صديقي - لأ تأبه لما يدورُ حولك ، أغلق مسامعك عن كل ما يجري هنا لكي تستمتع بتلك اللحيظات التي وهبك لها المنفى لتُلقي تحيتكَ على وطنٍ لا يكترثُ لذلك ..
    ولتعلمْ أن سعادتنا بعودتك ، أكبر من أن نكتبها ونثرثر بها .. ويكفينا أنك تعلم ذلك وتعلم كذلك أن هذه العودة بمثابةِ حياةٍ جديدةٍ لأشخاصٍ كادوا يموتون من بعدك .

    نيابةً (عنهم)

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة 10 مايو 2024, 06:18